وفاة أحد رموز الحركة الثقافية الكويتية والعربية الشاعر عبد العزيز سعود البابطين:

توفي عبد العزيز سعود البابطين يوم الجمعة الموافق لـ 15 ديسمبر 2023 رحمه الله وطيب ثراه، بعد رحلة طويلة من العطاء، و الراحل من أبرز الشعراء و الأدباء ورجال الأعمال الكويتيين.

 عرف بتنوع استثماراته داخل البلد وخارجها وصولا إلى أوروبا، أمريكا و دول أسيا والشرق الأوسط، كما تقلد عددا من المناصب في مؤسسات تعليمية وأدبية في الوطن العربي، فذاع إسمه في مختلف انحاء العالم بعد تأسيسه و ترأسه لمؤسسة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية، التي انطلقت من القاهرة تحت اسم "مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري" باعتبارها مؤسسة ثقافية غير ربحية تمنح جوائز للشعراء وتصدر دواوين أدبية.

صدرت له كتبا باللغتين العربية والإنجليزية، من بينها “تأملات من أجل السلام سنة 2017 ، وله  ثلاث دواوين شعرية بوح البوادي عام- 1999، مسافر في القفار- عام 2004، أغنيات الفيافي عام 2017، وتحصل خلال مسيرته على 14 شهادة دكتوراه فخرية عربية وأجنبيةكما نال العديد من الأوسمة الرفيعة والدروع والجوائز تقديرًا لما قام به من جهد في ميدان الثقافة في المحافل العربية والدولية.

و كرس حياته للعلم والثقافة في عدة مؤسسات عالمية، و فيمايلي نبذه عن ذلك:

-           ترأس شرفيا الأكاديمية العالمية للشعر التي مقرها مدينة فيرونا بإيطاليا

-         عضو اللجنة الوطنية الكويتية لدعم التعليم.

-         عضو رابطة الأدباء الكويتيين.

-         عضو مجلس أمناء المجمع الثقافي العربي في بيروت.

-         عضو جمعية فاس ساينس الثقافية في المغرب.

-         عضو مراسل مجمع اللغة العربية في دمشق.

-         عضو مجلس أمناء - مؤسسة الفكر العربي- وأحد مؤسسيها.

-         عضو مجلس أمناء جامعة الخليج العربي في البحرين.

-         عضو مجلس أمناء كلية الأداب - جامعة الكويت.

-         الرئيس الفخري لجمعية المكتبات والمعلومات الكويتية.

-          عضو مجلس المانحين في جامعة أكسفورد البريطانية.

-         عضو مجلس المانحين في جامعة ستيرلنغ الحكومية لإسكوتلندية.

كما يجدر الذكر عن جهوده في سبيل نشر وتكريس اللغة العربية و حضورها لغةً من اللغات العالمية، من خلال تعريف العالم بالثقافة والتاريخ العربيين ، فأولى عناية خاصة للتعليم بطرق مختلفة منها التبرع تبرعًا كاملًا لتأسيس أكثر من ( 25 ) مدرسة وكلية ومعهدًا في عدد من الدول، جميعها باسم الكويت، مع اشتراط الحفاظ على اسم المدرسة، وتدريس اللغة العربية، ومنها على سبيل الذكر:  مدرسة الأخوة الجزائرية الكويتية بمدينة «الأغواط » الجزائر ، مدرسة الكويت في محافظة قادياتي في جمهورية جورجيا، كلية عبدالرحمن البابطين الكويتية للدراسات الإسلامية بمدينة «شمكنت » في جمهورية كازاخستان،  كلية سعود البابطين الكويتية للآداب ب «جامعة عليكرة » في الهند...،  كما اهتم  بالعمل الإنساني من  خلال انجاز مشاريع للمجتمع المدني في كثير من الدول ببناء مستشفيات و مساجد.

أما عن تنمية ثقافة السلام في العالم فكانت له مشاركات مختلفة في أعمال الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة نذكر منها (المنتدى رفيع المستوى المنعقد سنة 2017، أين ألقى كلمته بإنشاء مشروع  تحت عنوان ثقافة السلام من أجل أجيال المستقبل، وكان له تدخل ثان في سبتمبر 2018 أشاد فيه على التزام مؤسسته بالعمل على تعزيز ثقافة السلم العادل الذي يأتي من التزام دولة الكويت بالدعم الدائم للسلام في كل أنحاء العالم.

رسالة السيد رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة السيد عبد المجيد تبون إلى صاحب السمو، أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح-  حفظه الله و رعاه، ينعي وفاة الشاعر عبد العزيز بن سعود البابطين هذا نصها:

"صاحب السمو وأخي العزيز أمير دولة الكويت الشقيقة الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.

علمت ببالغ الحزن والأسى وبعميق التأثر نبأ وفاة المغفور له الشاعر والأديب الكويتي، رمز الحركة الثقافية الكويتية والعربية، السيد عبد العزيز بن سعود البابطين، بعد رحلة عطاء وطنية وعربية طويلة ومسيرة ثقافية حافلة بالإنجازات، تاركاً إرثاً حضارياً وثقافياً وإنسانياً كبيراً ومحبا للجزائر شعبا وتاريخا وثقافة، ستظل مختزنة في الذاكرة الجامعية للأدباء والمبدعين الجزائريين.

وعلى إثر هذا المصاب الجلل، أقدم لسموكم ولعائلة البابطين الكرام، خالص التعازي والمواساة سائلا المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه جميل الصبر والسلوان، صبر المحتسبين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون.

وتقبلوا صاحب السمو وأخي العزيز بقبول أسمى مشاعر تقديري و بالغ احترامي".